هل من حل للسمنة في منطقة البطن (الكرش)؟

السمنة في منطقة البطن (الكرش)

ربّما في الماضي لم تهتمي أبداً بمحاربة السمنة في منطقة البطن لديك، كان همّك فقط ألا تسمني من منطقة الردفين أو الصدر. لكن المرأة كلّما تقدّمت في السن أصبح من الصعب عليها أن تتحكّم في تراكم الدهون حول خصرها.

سواء كان السبب هو عامل الوراثة أم التغيّرات الهورمونية، أم زيادة الوزن المرتبطة بالتقدّم في السن لدى المرأة، فإنّ الكثير من النساء يلاحظن تزايد تراكم الدهون في منطقة البطن مع تقدمهنّ في السن، ويزداد ذلك خاصة عند بلوغ سن إنقطاع الطمث. 




إن تراكم الدهون في منطقة البطن بالذات، هو أمر غير صحي مقارنة بتراكمها في أي مكان آخر من الجسم. فتراكم الدهون في البطن يزيد خطر التعرض لأمراض القلب والشرايين والسكري وبعض أنواع السرطان. لكن هذه كلّها أشياء يمكنك التغلب عليها بالاهتمام بتغذيتك وممارسة تمارين رياضية خاصة بعضلات البطن.


- دهون البطن وعامل السن:

مع التقدّم في السن، تتزايد كمية الدهون التي تتجمّع في منطقة البطن لدى المرأة بل تكون أكثر من تلك التي تتجمّع في منطقة البطن لدى الرجل. وبعد سن إنقطاع الطمث على الأخص يتغيّر توزيع الدهون في الجسم فتقل نسبة الدهون التي تتراكم في الذراعين والردفين والساقين مقارنة بالدهون التي تتراكم في البطن، وهي لا تتراكم بعمق ما بين الأعضاء الداخلية في البطن والأمعاء، وهذا هو ما يشكل خطورة على الصحة.

أحياناً يكون السبب في إكتساب المرأة الدهون بشكل زائد في منطقة الخصر راجعاً إلى سبب وراثي محض، لكن الهورمونات أيضاً تلعب دوراً لا يمكن إنكاره في ذلك. لهذا، نلاحظ تغيُّراً كبيراً في طريقة توزيع الدهون بعد سن إنقطاع الطمث لدى المرأة، بحيث يصبح من السهل والسريع تراكم الدهون لديها في منطقة البطن، ويصبح عليها بذل مجهود أكبر من الذي كانت تبذله مثلاً في سن الثلاثين والأربعين لكي تحافظ على بطنها مستوية ورشيقة.

السمنة في منطقة البطن (الكرش)


- التأثير الصحي:

وعدا عن إرتباط الدهون المتراكمة في البطن لدى المرأة بعلاقة مباشرة أو غير مباشرة بالعديد من الأمراض، مثل أمراض القلب وسرطان الثدي والسكري ومتلازمة الأيض وإرتفاع ضغط الدم وسرطان القولون. فإنّ الدراسات والأبحاث العلمية توصلت إلى أنّ الخلايا الدهنية الموجودة في البطن ليست خلايا طاقة نائمة تنتظر أن يحين أوان حرقها عند الحاجة، بل هي خلايا نشيطة تنتج الهورمونات وعناصر أخرى يمكن أن تؤثّر في صحتك. فمثلاً، هناك خلايا دهنية تنتج هورموناً يزيد من مقاومة الجسم لمادة الأنسولين، وبالتالي يمنع حرق السكر الزائد في الدم، وبعض هذه الدهون ينتج الإستروجين بعد مرحلة إنقطاع الطمث، ما يرفع من إحتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي.


- كيف تقيمين خصرك؟

قد تعرفين أنّك راكمت بعض الدهون على خصرك، لكن، كيف تعرفين ما إذا كنت وصلت إلى ذلك الحد الذي يمكن أن يهدد صحتك؟ لقد أثبتت الأبحاث أن مجرّد قياس خصرك بوضع شريط قياس الطول حول خصرك وقراءته هو أمر كاف، ويجب عند قياس عرض بطنك أن تلفي شريط القياس حول خصرك من منطقة ما فوق السرة لفة كاملة، بحيث يكون بطنك في وضعية عادية، ولا تحاولي أن تغشي بأن تشفطي بطنك إلى الداخل أثناء القياس. إذا حصلت على قياس 80 سنتيمتراً أو أقل فأنتِ امرأة تتمتعين بصحة جيِّدة، وقد يكون لديك بعض الدهون المتراكمة على خصرك لكنّها لم تبلغ بعد درجة أن تشكل خطراً على صحتك.

السمنة


- رياضة وتغذية:

إنّ المرأة، عندما تمارس التمارين الرياضية الخاصّة بتقوية عضلات البطن، وبالتالي القضاء على الدهون المتراكمة، فإن تلك التمارين لا تحرق فقط الدهون المتراكمة تحت الجلد مباشرة، بل إنّها تمس أيضاً الدهون المتراكمة عميقاً في البطن. لهذا، يجب أن تكون المرأة دؤوباً وتواظب على التمارين إلى جانب التغذية السليمة.

التمارين: إنّ التمارين اليومية متوسّطة القوة هي أفضل طريقة للتخلّص من دهون البطن وتقوية عضلاته. ولكن نوعية التمارين التي عليك أن تمارسيها تختلف حسب مستوى النشاطات البدنية التي اعتدتها. لهذا يستحسن أن تستشيري طبيبك حول التمارين الأنسب لجسمك ووضعك الصحي.

تمارين القوة: أثبتت بعض الدراسات أنّ جميع تمارين رفع الأثقال مفيدة جدّاً لشد عضلات البطن. لهذا، اطلبي من طبيبك أن يدمج تمارين الأثقال في التمارين التي سيصفها لك.

الأكل الصحي: عليك أيضاً أن تتخلّصي من كل عاداتك السيِّئة في الأكل، إن كنت حقاً تريدين التخلّص من الدهون التي تجعل بطنك يبدو بارزاً وخصرك غير ممشوق. ابتعدي عن الأكل المقلي والحلويات وعن الدهون المشبعة (اللحوم الحمراء) التي لا يمتصها الجسم بسرعة وقلِّلي من الخبز والمعجنات، وأكثري من الفواكه والخضراوات. إذا كنتِ تريدين أن تخفضي من وزنك قلِّلي بشكل عام من كمية الطعام الذي تتناولينه، وراقبي عدد السعرات الحرارية التي تتناولينها كل يوم.

تمارين رياضية للسمنة في منطقة البطن


- العلاج بالهورمونات:

على الرغم من كثرة الأسباب الوجيهة التي تدفع السيدات في سن إنقطاع الطمث إلى اللجوء للعلاج بالهورمونات، إلا أنّ التخلّص من الدهون التي تتراكم على البطن ليس واحداً منها. وصحيح أنّ بعض الدراسات لاحظت أنّ النساء اللواتي يتعاطين علاجاً بالهورمونات، بعد سن إنقطاع الطمث، يراكمن دهوناً أقل من تلك التي تراكمها السيدات اللواتي لا يخضعن لأي علاج هورموني، إلا أن دراسات أخرى وجدت أنّه لا فرق بين هذه الفئة وتلك، من حيث الدهون المتراكمة في البطن. مع ذلك، فإنّ الأسئلة لا تزال مطروحة بشدة حول العلاج بالهورمونات في سن إنقطاع الطمث، وما إذا كانت له أضرار جانبية أم لا. لهذا يستحسن أن تستشيري طبيبك الخاص